أكد عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، ماهر عبيد، أن المقاومة لها تحرك مفتوح لوقف مشروع الضم الإسرائيلي لأراضي الضفة الغربية المحتلة، ولن يستطيع الاحتلال الإسرائيلي نزع تلك الروح من الشعب الفلسطيني.
وقال عبيد في حوار مع صحيفة "فلسطين": إن الضفة الغربية تتعرض لهجمة استعمارية إسرائيلية مجرمة، لا يمكن إسقاطها إلا بمزيد من المقاومة والصمود في وجه المؤامرة الأمريكية الإسرائيلية.
وأضاف: "الاحتلال يأخذ من أرضنا كل يوم شبرًا بعد شبر، ويضيق الخناق على الشعب الفلسطيني بالاعتداءات الموثقة كالاعتقالات ونصب الحواجز محاولًا نزع روح المقاومة الشعبية أو المسلحة من الشعب الفلسطيني ولن ينجح في ذلك المخطط".
المقاومة متجذرة
وشدد على أن روح المقاومة بأشكالها المختلفة متجذرة في نفوس الشعب الفلسطيني قائلًا: "في اللحظة التي يظن العدو فيها أنه لا يوجد روح للمقاومة أو نوع منها لدى الشعب، فالمقاومون يخرجون له من بين الظلمات مبددين أحلامه".
وتابع: "شعبنا الفلسطيني متمسك بأرضه بمزيد من الصبر والمقاومة والجهاد والعطاء والتعاون وصولًا إلى التحرير ورص الصفوف داخليًّا بالوحدة الوطنية، والمقاومة إبداع وليست عملية كبسة زر، وهي اندفاع تلقائي تنطلق مجددًا مع تعاظم الظلم ضد شعبنا".
وأردف بالقول: "الأجواء والظروف تحتم على الشعب الفلسطيني المقاومة، وهذا النفَس موجود في الكيان الداخلي لشعبنا الفلسطيني، وقلوب أبنائه وستخرج في لحظة ما بأشكال وصور متعددة سواء عمل شعبي جماهيري ومواجهات شعبية غاضبة أو عمل مقاوم مسلح".
وشدد عبيد على أن أبناء الشعب الفلسطيني مؤهلون لصد الهجمة الإسرائيلية قائلًا: "نحن دائمًا على وعد وعلى عهد مع أبطال المقاومة في الضفة الغربية الذين يفاجئون العالم بروحهم النضالية العالية وروح التضحية الكبيرة والفداء".
وتابع: "أهالي الضفة الغربية يعرفون واجبهم الكبير وفي كل لحظة متوقع أن يكون هناك مجاهد ومقاوم مثل الأسير عاصم البرغوثي والشهيد أحمد جرار والشهيد صالح البرغوثي، وغيرهم".
وأكد عضو المكتب السياسي لحركة حماس، أن المقاومين قادرون في لحظة ما على نشر الردَى بين صفوف قوات الاحتلال والمستوطنين الإسرائيليين، قائلًا: "هذا يقيننا في الضفة الغربية وعلى الاحتلال أو من يقوم على حمايته ألا يظن بأن الأمن مستتب لهم".
وحول تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية في الضفة الغربية، قال: "هذه السياسة قديمة جديدة اعتمد عليها الاحتلال منذ بدايته، وتعلو وتنخفض وفقًا لبرنامج يسعى لتحقيق أهداف سياسية ونفسية يضعها الاحتلال".
وأضاف: "هذه الانتهاكات رسالتها للسلطة الفلسطينية أن الاحتلال مستمر بفرض السيادة والسيطرة رغم وجودها المكبل بفعل الاتفاقات الموقعة مع الاحتلال والمتمسكة بها وبتطبيقها على شعبنا الفلسطيني".
وشدد على أن هذه "الانتهاكات لن تنجح في كسر أو تحطيم الروح المعنوية للشعب الفلسطيني أو تغيير صموده ورأيه في تمسكه بأرضه، والاحتلال ومؤسساته المختلفة لا تقوى على كسر شعبنا".
وأردف بالقول: "الاحتلال مهما اعتدى على المال الفلسطيني أو البيوت الفلسطينية وحجارها وحرقه لأشجار الزيتون وأوراقها والزرع وثماره فشعبنا ما يزال مستعدًّا لتقديم الغالي والنفيس للتحرر من رق الاحتلال".
القدس في عين العاصفة
وفيما يتعلق بالهجمة الإسرائيلية على القدس المحتلة، أوضح عبيد أن الاحتلال لديه مخطط وبرنامج يعمل عليه منذ سنوات طويلة، وهو الاستفراد بالقدس وأهلها، والاستفراد بالمقدسات الإسلامية والمسيحية من مساجد وكنائس، وخاصة المسجد الأقصى.
وشدد على أن المقدسيين هم من كسروا برامج ومحاولات الاحتلال الحثيثة برباطهم في المسجد الأقصى ليلًا ونهارًا ليعملوا على وضع جدار من الأمان حوله، "رغم ضعف الدور العربي وموقف السلطة وتخاذلها وأزمة كورونا العالمية".
وأضاف أن "أهل القدس وما حولها من مدن فلسطينية في الداخل المحتل لهم رصيد في الدفاع عن القدس وإبطال مشاريع بناء الكنس الإسرائيلية، ولا يتم إسقاط تلك المشاريع إلا في المثابرة والرباط في رحاب القدس، وهذه المخططات شعبنا قادر على كسرها".
وأشار عبيد إلى النماذج الكثيرة من المرابطين والمرابطات في باحات المسجد الأقصى وحوله وأمام بواباته رغم إبعاد الاحتلال لهم، مؤكدًا أنهم يقومون بواجب الفلسطينيين ولن يستطيع الاحتلال تطويع موقفهم وأفكارهم أو السيطرة عليهم، وسيفشِلون مؤامرات الاحتلال.
وتابع: "معركتنا مع الاحتلال طويلة، وتحتاج إلى نفس طويل ولا تحسب بالضربة القاضية بل بتوالي الضربات ومراكمة القوة لمواجهة الاحتلال، مع الصبر والمحافظة على النسيج الاجتماعي المتماسك والقيم والعادات وعدم التفريط بالأرض والعقارات".
وأردف بالقول: "لا شك أن أبناء الشعب الفلسطيني داخل التنظيمات أو خارجها عندهم روح عالية بالتضحية والمقاومة ولديهم الخط العريض بوجوب التحرك لإسقاط هذا المشروع"، مشيرًا إلى أن الاحتلال متردد في تنفيذ خطة الضم.
ولفت إلى أن الاحتلال يشن حربًا على شعبنا، ولا شك أن كلمة أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام، لها أثر في نفوس شعبنا والمقاومين وفي نفسيات الاحتلال، مستشهدًا بمقولة الشيخ أحمد ياسين: "المقاومة موجات متتاليات تعلو موجة بعد موجة ولكنها لا تنتهي".
تصريحات إعلامية
وعن إعلان السلطة التحلل من الاتفاقات مع الاحتلال ووقف التنسيق الأمني، أشار عبيد إلى أن السلطة تعيش في حالة بائسة بعد فشل مسارها الذي استمر أكثر من 25 عامًا، مؤكدًا أن السلطة مكبلة ومسلوبة الإرادة والسيادة.
وقال: "مع الأسف أعلنوا وقف التنسيق الأمني وإنهاء جميع الاتفاقات مع الاحتلال، والإجراءات الإدارية والأمنية والتنظيمية في هذا الاتجاه ليست موجودة، ولا أثر لها ميدانيًّا أو واقعيًّا، وشعبنا لا يحتاج إلى تصريحات إعلامية بل إلى ترجمة واقعية".
وأضاف: "التنسيق الأمني بين الاحتلال والسلطة مستمر، وإذا ليس من فوق الطاولة فهو موجود تحت الطاولة، وهذا له ارتباط بمصالحهم الذاتية التي لها دور في جزء من المؤامرة على شعبنا الفلسطيني".
حملة لحشد المواقف
وعن دور حماس في حشد موقف رافض لمخطط الضم، أوضح عبيد إلى أن رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية، منذ خروجه من قطاع غزة يقوم بزيارات متوالية لدول عديدة، مشيرًا إلى أنه أجرى حملة اتصالات لحشد الدعم لشعبنا الفلسطيني بعد انقطاع السفر بين الدول بسبب أزمة كورونا.
وذكر أن هنية قام بحملة اتصالات دولية وكثيفة وصلت إلى الرؤساء الدول والملوك والتنظيمات والتجمعات والأحزاب السياسية والفكرية والدينية وغيرها في جميع أنحاء العالم العربي والإسلامي والعالم الحر، ومن يجد منهم تضامنًا كبيرًا مع شبعنا الفلسطيني.
وأضاف: "لأن قضيتنا قضية عادلة، وهي أشرف قضية على الأرض أمام الاستعمار الإسرائيلي البئيس، وجدنا توافقًا في المواقف بين قيادة الحركة ومن اتصل بهم هنية، برفضهم خطة الضم رفضًا قاطعًا".
وشدد عبيد على أن شعبنا الفلسطيني يحتاج إلى تحرك منسق وجماعي، تقوم به جامعة الدول العربية بأن تتحرك لمواجهة تلك الخطة، ووجهت قيادة الحركة كتابًا لها بهذا الشأن، ونأمل أن تصبح هذه الجهود تحقق أهدافًا كثيرة.
بطاقة تعريفية:
ماهر ربحي عبيد
عضو المكتب السياسي لحركة حماس، ولد في العاصمة الأردنية (عمان) 1958م، ونشأ وترعرع في مدينة خليل الرحمن جنوب الضفة الغربية المحتلة، ودرس المراحل الثلاث في مدارسها، حتى الثانوية العامة.
أصبح عضوًا في الحركة الإسلامية نهاية المرحلة الإعدادية سنة 1974، وأنهى دراسته الثانوية في مدرسة طارق بن زياد سنة 1977م، وسجل في كلية الشريعة -الجامعة الأردنية، حيث أنهى دراسته للدرجة الجامعية الأولى (البكالوريوس) سنة 1981م.
حصل على شهادة الماجستير في التنمية وبناء المؤسسات من جامعة القدس عام 2009م.
متزوج وله خمسة أبناء وبنتان، واعتقل بعض أبنائه في سجون الاحتلال عدة مرات، وأقام بالقدس وعمل معلمًا لمادة التربية الإسلامية في مدارس القدس الثانوية التابعة للأوقاف الإسلامية من سنة1981م إلى سنة 2000م، وتنقل في عدة مدارس ثانوية (الفتاة اللاجئة، والنظامية للبنات، والأمة الثانوية للبنين)، وعمل بعد ذلك مديرًا للتعليم في جمعية الشبان المسلمين –الخليل، ثم مديرًا للمدرسة الشرعية الثانوية فمديرًا لدار القرآن الكريم في الجمعية الخيرية الإسلامية.
اعتقل عدة مرات في سجون الاحتلال منذ سنة1989 ثم أبعدته قوات الاحتلال إلى مرج الزهور جنوب لبنان مع 415 من قيادات حركتي حماس والجهاد الإسلامي في أواخر سنة 1992.
عضو المكتب السياسي لحركة حماس منذ عام 2010، وحتى الآن.